الغيرة هي حالة انفعالية مركبة من حب التملك وشعور الغضب بسبب وجود عائق مصحوبة بتغيرات فسيولوجية داخلية وخارجية يشعر بها الطفل عادة عند فقدان الامتيازات التي كان يحصل عليها أو عند ظهور مولود جديد في الاسرة أو عند نجاح طفل اخر في المدرسة في حين كان حظه الفشل والإخفاق هذه المشاعر المركبة يرفض الطفل الإفصاح عنها أو الاعتراف بها ويحاول الإخفاء لأن الإظهار أو الإفصاح عنها تزيد من شعوره بالمهانة والتقصير .
أهم أعراض ومظاهر مشكلة الغيرة عند الأطفال وتحدث أما خارجة عن طريق التحطيم وإتلاف الأشياء أو عن طريق الصمت وتظهر في قضم الأظافر أو مص الأصابع أو التبول اللا إرادي أو عن طريق الحصول على ما فقده بطريقة التودد والتقرب .لذا فانه يجب على الوالدين التعرف على طبيعة كل من أولادهما على حده والأيمان بأن لكل إنسان منا صفات مميزة قد يكون ضعيف في ناحية ولكن قوي في ناحية أخرى ويقول الله تعالى في كتابه العزيز ” وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات” (صدق الله العظيم).صراخ الطفل والعبث بأغراض الآخرين أو سرقتها أو تدميرها ، الاعتداء الجسدي بالضرب أو القرص ،الإزعاج وإلقاء الطفل للشتائم وإقلاق الراحة،عندما يتقدم الطفل بالعمر بعد العاشرة تأخذ الغيرة شكل التجسس ،والوشاية والإيقاع بالآخرين ، وتظهر الغيرة عند الأطفال الصغار بالقيام بتصنع الحب الزائد نحو الطفل الجديد ،وذلك لإخفاء مشاعر الغيرة الدفينة ، وإذا أتيحت الفرصة للطفل الغيور حتى يقوم بإيذاء أخيه بالضرب أو بالعض فسيقوم بها . أسباب مشكلة الغيرة لدى الطفل ،شعور الطفل بالنقص ومروره بمواقف محبطة : كنقص الجمال أو في الحاجات الاقتصادية من ملابس ونحوه ومرور الطفل بمواقف محبطة اوفشلة المتكرر ويزداد هذا الشعور ويثبت نتيجة سوء معاملة الوالدين وقسوتهم معه والسخرية من ذلك الفشل أنانية الطفل التي تجعله راغبا في حيازة اكبر قدر من عناية الوالدين ،قدوم طفل جديد للأسرة ظروف الاسرة الاقتصادية فبعض الأسر دخلها الاقتصادي منخفض أو شديدة البخل على أبنائها مقارنة بالأسر الأخرى فتنمو بذور الغيرة في نفس الطفل نتيجة عدم حصوله على ما يريد من أسرته ،المفاضلة بين الأبناء فبعض الأسر تفضل الذكور على الإناث أو عندما يفضل الصغير على الكبير وهكذا فتنمو الغيرة بين الأبناء، كثرة المديح للإخوة أو الأصدقاء أمام الطفل وإظهار محاسنهم أمامه ، ولعلاج مشكلة الغيرة عند الطفل نقترح ما يلي : أن نزرع في الطفل ثقته بنفسه وان نشجعه على النجاح وانه عندما يفشل في عمل ما سينجح في عمل آخر ،أن نتجنب عقابه أو مقارنته بأصدقائه اواخوته وإظهار نواحي ضعفه وعجزه فالمقارنة تصنع الغيرة بين الاخوة والأصدقاء وإبعاده عن مواقف المنافسات غير العادلة ، أن نعلمه أن هناك فروقا فرديه بين الناس ونضرب له الأمثلة على ذلك ،أن تشجعيه لأن يعبر عن انفعالاته بشكل متزن ،إشعار الطفل بأنه مقبول بما فيه لدى الأسرة وان تفوق الآخرين لا يعني أن ذلك سيقلل من حب الاسرة له أو تزلزل مكانته ، إذا قدم للأسرة مولود جديد ولاحظت غيرة ابنك منه فلا تكفه أو تزجره بل دعه يساعدك في العناية بالطفل في أمور هي في حدود طاقته واثني عليه وأشعره بالمسؤولية وراقبه عن بعد دون أن يشعر . ولا تظهر اهتمامك بالطفل الجديد وهو يرى ولا تدعه يشعر بأن هذا الطفل قد اخذ حبه منك وكن دائما يقظ لسلوك الطفل وصحح خطأه بلطف ولباقة ، تعويد الطفل منذ الصغر على تدني الأنانية والفردية والتمركز حول الذات وان له حقوقا وعليه واجبات ونوضح له السلوك الصحيح-إدماج الطفل في جماعات نشاط وفرق رياضي،دوري كمعلم في علاج مشكلة الغيرة :التعرف على الأسباب وعلاجها .إشعار الطفل بقيمته ومكانته في الأسرة والمدرسة وبين الزملاء ،تعويد الطفل على أن يشاركه غيره في حب الآخرين ،تعليم الطفل على أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين ، تعويد الطفل على المنافسة الشريفة بروح رياضية تجاه الآخرين ، بعث الثقة في نفس الطفل وتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده ، توفير العلاقات القائمة على أساس المساواة والعدل، دون تميز أو تفضيل على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته، فلا تحيز ولا امتيازات بل معاملة على قدم المساواة ،تعويد الطفل على تقبل التفوق، وتقبل الهزيمة، بحيث يعمل على تحقيق النجاح ببذل الجهد المناسب، دون غيرة من تفوق الآخرين عليه، بالصورة التي تدفعه لفقد الثقة بنفسه ، تعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة، ومشاطرتها الوجدانية، ومشاركة الأطفال في اللعب وفيما يملكه من أدوات .يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل، ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً ،في حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته، وهو لا يحتاج إلى الكثير، والذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود وكثرة الالتصاق الجسمي الذي يضر المولود أكثر مما يفيده . وواجب الآباء كذلك أن يهيئوا الطفل إلى حادث الولادة مع مراعاة فطامه وجدانياً تدريجياً بقدر الإمكان، فلا يحرم حرماناً مفاجئاً من الامتياز الذي كان يتمتع بت ، يجب على الآباء والأمهات أن يقلعوا عن المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها ، مدى الإستفادة النفسية والتربوية بعد دراسة هذه المشكلة :تنمية الهوايات المختلفة بين الأطفال كالموسيقى والتصوير وجمع الطوابع والقراءة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك وبذلك يتفوق كل في ناحيته، ويصبح تقيمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين، المساواة في المعاملة بين الابن والا المريض ، التفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمو عند البنات ، غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن ،عدم إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض ، فأن هذا يثير الغيرة بين الأخوة الأصحاء ، وتبدو مظاهرها في تمنى وكراهية الطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المستترة .